-----------------------------------------
يسود في الموروث الشعبي إعتقاد خاطىء متوارث عن الأجداد يقول بأنه "إذا كان الصيف أكثر حرارة من المُعدلات بشكل لافت، فإن الشتاء القادم سيكون قوياً أي بمعنى بارد وماطر". وبالعكس .لكن من الناحية العلمية هذا الإعتقاد خاطىء بنسبة كبيرة، إذ ليس من المُمكن أن الظروف التي ولّدت أشهر الصيف الحارة أن تكوّن هي ذاتها (بمشيئة الله) شتاءً بارداً وممطراً !
حيث تتشكل موجات الحر نتيجة تقدّم مُرتفع جوي في المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية من القارة الأوروبية ويمتد جنوباً حتى شمال شرق إفريقيا يكون مصحوباً في العادة بإستقرار الأجواء وإرتفاع الحرارة في تلك المناطق، مما يسمح بالتزامن معها بسهولة توّغل المنخفض الموسمي الحراري القادم من الشرق (والذي يتعمّق مع أواخر الربيع في منطقة الجزيرة العربية) والذي يُصحب بتيارات شرقية حارة وجافة تؤثر على العراق خصوصا ، على شكل موجات حارّة. أما عن سبب تمركز المرتفع الجوي شرقي القارة الأوروبية وإرتفاع الحرارة فيها، فإنه يعود بالغالب إلى تأثير أجواء مائلة للبرودة وممطرة على غرب القارة الأوروبية وجنوبها (إيطاليا وإسبانيا).
فعندما تسود مثل تلك الوضعية شتاءً، فأنها تُسبب إنحباساً مطرياً وتأثيراً لمنخفض السودان القادم من الجنوب والذي يُصحب بتيارات هوائية جنوبية شرقية أكثر حرارة وأقل رطوبة من المُعدّلات.
هذا في حال إلغاء (او ثبات/تحييد) دور العديد من المؤثرات العالمية المعروفة على اجواء الكرة الأرضية وخاصة نصفها الشمالي والتي ترتبط بعلاقة في غالبها غير مُباشرة مع المناخ .
كنتيجة علمية، وحسب خبرتنا ، فنحن نتوقع أنه كلما كان الصيف أكثر إعتدالاً كصيفنا الحالي 2013 فإن ذلك قد يوحي بشتاءٍ قوي على المنطقة (أي أنّه بارد وممطر) بتهميش دور العوامل الأخرى، وبتشابه سيناريوهات الأنظمة الجوية بين فصلي الصيف والشتاء.
ويُعدّ شهر آب(أغسطس ) الأكثر علاقة إحصائياً بقوة الموسم المطري الذي يليه، أي أنه كلما زاد إعتدال درجات الحرارة فيه إرتبط بأشهر شتاء مطيرة وباردة عموماً، والله أعلم.
المتنبئ الجوي صادق عطية راشد/ مطار البصرة الدولي










.gif)


.jpg)




